كيف تخفف عن شخص يبكي: دليل شامل للتعاطف والدعم

البكاء هو استجابة طبيعية وصحية لمجموعة واسعة من المشاعر، من الحزن والألم إلى الفرح والإحباط. عندما ترى شخصًا يبكي، قد تشعر بالحيرة وعدم اليقين بشأن كيفية التصرف. هل يجب أن تتركه وشأنه؟ هل يجب أن تحاول إيقافه؟ هل يجب أن تقول شيئًا؟ إن معرفة كيفية التخفيف عن شخص يبكي هي مهارة قيمة يمكن أن تعزز علاقاتك وتجعلك أكثر تعاطفاً.

فهم البكاء

قبل أن تتعلم كيفية التخفيف عن شخص يبكي، من المهم أن تفهم البكاء نفسه. البكاء ليس دائمًا علامة ضعف. في الواقع، يمكن أن يكون علامة قوة. يسمح البكاء للأشخاص بالتعبير عن مشاعرهم وإطلاق التوتر والتعامل مع المواقف الصعبة. هناك أنواع مختلفة من البكاء:

• البكاء العاطفي: يحدث استجابة لمشاعر قوية مثل الحزن والغضب والخوف والفرح.
• البكاء الانعكاسي: يحدث استجابة لمحفزات جسدية مثل الغبار أو الدخان.
• البكاء القاعدي: يساعد على ترطيب العينين وحمايتهما.

مهما كان سبب البكاء، من المهم أن تتعامل معه باحترام وتعاطف.

خطوات للتخفيف عن شخص يبكي

إليك خطوات مفصلة يمكنك اتباعها للتخفيف عن شخص يبكي:

1. كن موجودًا

أهم شيء يمكنك القيام به هو أن تكون موجودًا للشخص الذي يبكي. هذا يعني أن تكون حاضرًا جسديًا وعاطفيًا. ضع هاتفك جانبًا، وتجنب المشتتات، وركز انتباهك الكامل على الشخص. مجرد وجودك يمكن أن يوفر الراحة والدعم.

كيف تفعل ذلك:

• اقترب بهدوء واجلس أو قف بجانب الشخص.
• حافظ على اتصال العين (إذا كان ذلك مريحًا للشخص).
• تجنب القيام بأي شيء قد يصرف انتباهك أو يقلل من أهمية مشاعر الشخص.

2. أظهر التعاطف

التعاطف هو القدرة على فهم ومشاركة مشاعر شخص آخر. أظهر للشخص أنك تفهم ما يمر به من خلال التعبير عن التعاطف لفظيًا وغير لفظيًا.

كيف تفعل ذلك:

• استخدم عبارات تعاطفية: قل أشياء مثل “أنا آسف لأنك تمر بهذا” أو “يبدو أنك تشعر بألم شديد” أو “أتفهم سبب حزنك”.
• اعكس مشاعرهم: قل شيئًا مثل “يبدو أنك تشعر بالإحباط الشديد” أو “يبدو أن هذا كان صعبًا حقًا”.
• استخدم لغة الجسد المتعاطفة: أومئ برأسك، واحنِ رأسك قليلاً، وحافظ على تعابير وجه لطيفة.

تذكر، التعاطف لا يعني أنك توافق على ما يقوله الشخص أو يفعله. إنه يعني أنك تحاول فهم وجهة نظره.

3. استمع بإنصات

الاستماع الفعال هو عنصر أساسي في التخفيف عن شخص يبكي. اسمح للشخص بالتعبير عن مشاعره دون مقاطعة أو إصدار أحكام. ركز على فهم ما يقوله الشخص بدلاً من التفكير في ما ستقوله بعد ذلك.

كيف تفعل ذلك:

• دع الشخص يتحدث: تجنب مقاطعة الشخص أو إنهاء جملهم.
• اطرح أسئلة مفتوحة: اطرح أسئلة تشجع الشخص على مشاركة المزيد من التفاصيل، مثل “ماذا حدث؟” أو “كيف جعلك ذلك تشعر؟”.
• لخص ما سمعته: أعد صياغة ما قاله الشخص للتأكد من أنك فهمت بشكل صحيح. على سبيل المثال، قل “هل أفهم بشكل صحيح أنك تشعر…?”
• تجنب تقديم النصائح غير المطلوبة: ما لم يطلب منك الشخص النصيحة، فمن الأفضل تجنب تقديمها. في بعض الأحيان، كل ما يحتاجه الشخص هو أن يتم سماعه.

4. قدم الدعم الجسدي (إذا كان ذلك مناسبًا)

اعتمادًا على علاقتك بالشخص ومستوى راحته، قد يكون الدعم الجسدي مفيدًا. يمكن أن يكون العناق أو وضع يدك على كتفه طريقة لتقديم الراحة والطمأنينة. ومع ذلك، من المهم أن تكون حساسًا لحدود الشخص واحترامه لخصوصيته.

كيف تفعل ذلك:

• لاحظ لغة جسد الشخص: إذا كان الشخص يبتعد عنك، فقد لا يكون مرتاحًا للمس.
• اسأل عما إذا كان العناق سيساعد: قبل أن تعانق شخصًا ما، يمكنك أن تسأله، “هل تريد عناقًا؟”.
• كن لطيفًا ومحترمًا: إذا كان الشخص يوافق على العناق، فاحتضنه بلطف ولفترة قصيرة.

5. تجنب التقليل من شأن مشاعر الشخص

من المغري أن تحاول التقليل من شأن مشاعر الشخص من خلال قول أشياء مثل “لا تقلق، كل شيء سيكون على ما يرام” أو “الأمر ليس بهذا السوء”. ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا غير مفيد ويجعل الشخص يشعر بأنه غير مفهوم أو غير مسموع.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك:

• اعترف بمشاعر الشخص: قل شيئًا مثل “يبدو أن هذا صعب حقًا” أو “أتفهم سبب شعورك بالحزن”.
• دع الشخص يعرف أن مشاعره صالحة: قل شيئًا مثل “من الطبيعي أن تشعر بهذه الطريقة” أو “مشاعرك مفهومة”.

6. لا تحاول إصلاح المشكلة (ما لم يُطلب منك ذلك)

في كثير من الأحيان، عندما يشاركنا شخص ما مشاعره، فإننا نشعر بالحاجة إلى إصلاح المشكلة. ومع ذلك، في معظم الحالات، كل ما يحتاجه الشخص هو أن يتم سماعه وفهمه. ما لم يطلب منك الشخص المساعدة في حل المشكلة، فمن الأفضل تجنب تقديم الحلول أو النصائح.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك:

• اسأل عما إذا كان هناك أي شيء يمكنك فعله للمساعدة: قل شيئًا مثل “هل هناك أي شيء يمكنني فعله للمساعدة؟” أو “هل تريدني أن أستمع فقط أم هل تبحث عن حل؟”.
• ركز على تقديم الدعم العاطفي: دع الشخص يعرف أنك موجود من أجله وأنك ستدعمه مهما حدث.

7. قدم الراحة

هناك العديد من الطرق لتقديم الراحة للشخص الذي يبكي. يمكنك أن تقدم له منديلاً، أو كوبًا من الماء، أو مكانًا هادئًا للجلوس. يمكنك أيضًا أن تعرض عليه القيام بشيء مهدئ معه، مثل المشي في الطبيعة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.

أمثلة على تقديم الراحة:

• قدم منديلاً: “هل تريد منديلاً؟”
• قدم مشروبًا: “هل تريد كوبًا من الماء أو الشاي؟”
• خذهم إلى مكان هادئ: “هل تريد أن نذهب إلى مكان هادئ حيث يمكنك الاسترخاء؟”
• اقترح نشاطًا مهدئًا: “هل تريد أن نذهب في نزهة أو نستمع إلى الموسيقى؟”

8. كن صبوراً

البكاء هو عملية وقد يستغرق بعض الوقت حتى يشعر الشخص بتحسن. كن صبوراً ولا تتوقع أن يتوقف الشخص عن البكاء على الفور. استمر في تقديم الدعم والراحة حتى يشعر الشخص بالقدرة على التعامل مع مشاعره.

ماذا تفعل إذا استمر الشخص في البكاء لفترة طويلة:

• تحقق من سلامتهم: تأكد من أن الشخص ليس في خطر وأنه لا يفكر في إيذاء نفسه.
• اقترح طلب المساعدة المهنية: إذا كان الشخص يعاني من مشاكل عاطفية مزمنة، فقد يكون من المفيد له التحدث إلى معالج أو مستشار.

9. احترم خصوصيتهم

البكاء هو تجربة شخصية، ومن المهم احترام خصوصية الشخص الذي يبكي. لا تشارك تفاصيل بكائهم مع الآخرين، ولا تحاول إجبارهم على التحدث عما يحدث إذا لم يكونوا مستعدين.

كيف تحترم خصوصيتهم:

• لا تنشر عنهم على وسائل التواصل الاجتماعي: تجنب نشر أي شيء عن بكائهم على Facebook أو Twitter أو أي منصة أخرى.
• لا تتحدث عنهم مع الآخرين: لا تشارك تفاصيل بكائهم مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل.
• اسأل عما إذا كانوا يريدون التحدث: إذا كنت قلقًا بشأنهم، يمكنك أن تسألهم عما إذا كانوا يريدون التحدث عما يحدث، ولكن لا تضغط عليهم إذا لم يكونوا مستعدين.

10. اعتني بنفسك

إن التخفيف عن شخص يبكي يمكن أن يكون مرهقًا عاطفيًا. من المهم أن تعتني بنفسك حتى تتمكن من تقديم الدعم الأفضل للشخص الآخر. تأكد من أنك تحصل على قسط كافٍ من النوم، وتناول طعامًا صحيًا، ومارس الرياضة بانتظام، وخصص وقتًا للاسترخاء والقيام بالأشياء التي تستمتع بها.

نصائح للعناية الذاتية:

• ضع حدودًا: لا تشعر بالضغط للبقاء مع الشخص الذي يبكي لفترة أطول مما يمكنك التعامل معه بشكل مريح.
• اطلب الدعم لنفسك: إذا كنت تشعر بالإرهاق، فتحدث إلى صديق أو فرد من العائلة أو معالج.
• خذ قسطًا من الراحة: إذا كنت بحاجة إلى استراحة، فاطلب من شخص آخر أن يحل محلك في دعم الشخص الذي يبكي.

أشياء يجب تجنبها

بالإضافة إلى الخطوات المذكورة أعلاه، هناك بعض الأشياء التي يجب تجنبها عند التخفيف عن شخص يبكي:

• لا تحاول إيقافهم عن البكاء: البكاء هو استجابة طبيعية وصحية، ومحاولة إيقاف شخص ما عن البكاء يمكن أن تجعله يشعر بالسوء تجاه نفسه.
• لا تقلل من شأن مشاعرهم: لا تقل أشياء مثل “لا تقلق، كل شيء سيكون على ما يرام” أو “الأمر ليس بهذا السوء”.
• لا تقدم النصائح غير المطلوبة: ما لم يطلب منك الشخص النصيحة، فمن الأفضل تجنب تقديمها.
• لا تحكم عليهم: لا تحكم على الشخص بسبب بكائه أو بسبب ما يمر به.
• لا تجعل الأمر يتعلق بك: لا تحاول تحويل الانتباه إلى نفسك أو إلى مشاكلك الخاصة.

متى يجب طلب المساعدة المهنية

في بعض الحالات، قد يكون من الضروري طلب المساعدة المهنية لشخص يبكي. إذا كان الشخص يعاني من أي من العلامات التالية، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة:

• البكاء المستمر أو المفرط: إذا كان الشخص يبكي باستمرار أو بشكل مفرط، فقد يكون ذلك علامة على الاكتئاب أو اضطراب القلق.
• صعوبة في التحكم في المشاعر: إذا كان الشخص يجد صعوبة في التحكم في مشاعره، فقد يكون ذلك علامة على اضطراب في المزاج أو اضطراب في الشخصية.
• الأفكار الانتحارية: إذا كان الشخص يفكر في إيذاء نفسه أو الانتحار، فيجب طلب المساعدة المهنية على الفور.
• التغيرات في الشهية أو النوم: إذا كان الشخص يعاني من تغيرات كبيرة في شهيته أو أنماط نومه، فقد يكون ذلك علامة على الاكتئاب أو اضطراب القلق.
• فقدان الاهتمام بالأنشطة: إذا كان الشخص قد فقد الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل، فقد يكون ذلك علامة على الاكتئاب.

إذا كنت قلقًا بشأن شخص يبكي، فمن الأفضل دائمًا التحدث إليه وتشجيعه على طلب المساعدة المهنية إذا لزم الأمر. يمكنك اقتراح التحدث إلى طبيب أو معالج أو مستشار. هناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل عاطفية.

خلاصة

التخفيف عن شخص يبكي هو عمل من أعمال التعاطف والرحمة. من خلال اتباع هذه الخطوات، يمكنك تقديم الدعم العاطفي الذي يحتاجه الشخص للتعامل مع مشاعره والشعور بالتحسن. تذكر أن تكون موجودًا، وتعاطفًا، ومستمعًا جيدًا، وصبرًا، ومحترمًا لخصوصية الشخص. والأهم من ذلك، اعتني بنفسك حتى تتمكن من تقديم الدعم الأفضل للشخص الآخر.