كيف تعرف أن قطتك مصابة بداء الكلب: دليل شامل وخطوات تفصيلية

داء الكلب مرض فيروسي خطير يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى البشر. على الرغم من أن التطعيمات الحديثة قد قللت بشكل كبير من حالات الإصابة بداء الكلب في القطط المنزلية، إلا أن معرفة علامات وأعراض هذا المرض أمر بالغ الأهمية لحماية قطتك وحماية نفسك وعائلتك. هذا المقال يقدم لك دليلاً شاملاً حول كيفية التعرف على أعراض داء الكلب في القطط، بالإضافة إلى خطوات تفصيلية للتعامل مع هذه الحالة الخطيرة.

ما هو داء الكلب؟

داء الكلب هو مرض فيروسي مميت يسببه فيروس الريبدو (Rhabdovirus). ينتقل الفيروس عادة عن طريق لدغة حيوان مصاب، مثل القطط البرية، الثعالب، الخفافيش، والكلاب المصابة. الفيروس يهاجم الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي تتفاقم بسرعة إذا لم يتم التدخل الطبي الفوري.

مراحل داء الكلب في القطط

يتميز داء الكلب في القطط بثلاث مراحل رئيسية:

1. المرحلة الأولية (مرحلة التكاثر): هذه المرحلة عادة ما تكون قصيرة وتستمر من يومين إلى عشرة أيام، وقد لا تظهر فيها أي أعراض واضحة. قد تظهر بعض العلامات الطفيفة مثل الحمى الخفيفة، الخمول، وفقدان الشهية.
2. المرحلة المثارة (مرحلة الغضب): في هذه المرحلة، تبدأ الأعراض العصبية في الظهور بشكل واضح. قد تظهر على القطة سلوكيات غير معتادة مثل التهيج الشديد، العصبية، العدوانية، والعض أو الخدش بشكل غير مبرر. قد تعاني القطة أيضًا من صعوبة في البلع، وتغييرات في الصوت، وفرط إفراز اللعاب.
3. المرحلة المشلولة (مرحلة الشلل): في هذه المرحلة، يبدأ الشلل في الانتشار، بدءًا من الأطراف السفلية ثم يمتد إلى جميع أجزاء الجسم. قد تدخل القطة في غيبوبة وتموت في النهاية.

علامات وأعراض داء الكلب في القطط

من المهم مراقبة قطتك عن كثب والبحث عن أي من الأعراض التالية التي قد تشير إلى الإصابة بداء الكلب. تذكر أن هذه الأعراض قد تتفاوت من قطة إلى أخرى، وقد لا تظهر جميعها في نفس الوقت:

• تغييرات سلوكية مفاجئة: قد تصبح القطة هادئة ومطيعة فجأة، أو العكس، قد تصبح عدوانية وعصبية بشكل غير معهود. قد تظهر القطة سلوكًا قضمًا أو عضًا غير مبرر.
• الخمول وفقدان الشهية: قد تصبح القطة كسولة وغير نشيطة، وترفض تناول الطعام أو الشراب.
• الحمى: قد ترتفع درجة حرارة جسم القطة بشكل ملحوظ.
• فرط إفراز اللعاب: قد تبدأ القطة في إفراز كميات كبيرة من اللعاب، وقد يظهر اللعاب رغويًا أو مصحوبًا برائحة كريهة.
• صعوبة في البلع: قد تواجه القطة صعوبة في البلع، وقد تظهر علامات الاختناق أو السعال.
• تغييرات في الصوت: قد يصبح صوت القطة أجشًا أو خشنًا بشكل غير طبيعي.
• الخوف من الضوء (رهاب الضوء): قد تصبح القطة حساسة للضوء وتتجنبه.
• الخوف من الماء (رهاب الماء): على الرغم من أن رهاب الماء يعتبر أكثر شيوعًا في البشر، إلا أنه قد يظهر أيضًا في القطط المصابة بداء الكلب.
• عدم التوازن والترنح: قد تفقد القطة توازنها وتترنح أثناء المشي.
• الشلل: قد تبدأ القطة في المعاناة من الشلل، بدءًا من الأطراف السفلية ثم يمتد إلى جميع أجزاء الجسم.
• نوبات تشنج: قد تعاني القطة من نوبات تشنج أو اهتزاز لا إرادي في العضلات.

خطوات تفصيلية عند الاشتباه في إصابة قطتك بداء الكلب

إذا لاحظت أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه على قطتك، أو إذا تعرضت قطتك للعض من قبل حيوان مشتبه به مصاب بداء الكلب، فمن الضروري اتخاذ الخطوات التالية بسرعة:

1. العزل الفوري للقطة: قم بعزل القطة المصابة أو المشتبه بإصابتها فورًا في غرفة منفصلة أو في قفص آمن. تأكد من أن الغرفة أو القفص جيد التهوية، وأنه لا يمكن للقطة الهروب منه أو الوصول إلى أي فرد من أفراد الأسرة أو الحيوانات الأليفة الأخرى.
2. تجنب التعامل المباشر مع القطة: لا تحاول لمس القطة أو الاقتراب منها مباشرة، فقد تكون عدوانية وقد تعضك أو تخدشك. استخدم قفازات سميكة ونظارات واقية إذا كنت مضطرًا للتعامل مع القطة.
3. الاتصال الفوري بالطبيب البيطري: اتصل بالطبيب البيطري على الفور، وأخبره بما حدث وما هي الأعراض التي تظهر على قطتك. سيقوم الطبيب البيطري بإعطائك التعليمات اللازمة، وقد يطلب منك إحضار القطة إلى العيادة أو إرسال فريق متخصص للتعامل مع الحالة.
4. الإبلاغ عن الحالة: في العديد من البلدان، يُلزم الإبلاغ عن حالات الاشتباه في الإصابة بداء الكلب إلى السلطات الصحية المختصة. تأكد من معرفة الإجراءات المتبعة في منطقتك وأبلغ السلطات المختصة بالحادث.
5. التحصين ما بعد التعرض: إذا تعرضت أنت أو أي فرد من أفراد أسرتك للعض أو الخدش من قبل القطة المشتبه بها، يجب عليك التوجه إلى أقرب مركز صحي على الفور لتلقي التحصين ما بعد التعرض (Post-Exposure Prophylaxis) والذي يتضمن حقن داء الكلب و/أو الجلوبيولينات المناعية المضادة لداء الكلب.
6. متابعة حالة القطة: إذا قرر الطبيب البيطري الاحتفاظ بالقطة تحت الملاحظة، يجب عليك متابعة حالتها عن كثب والتعاون مع الطبيب البيطري في اتخاذ القرارات المناسبة.
7. تجنب لمس لعاب القطة: لا تلمس لعاب القطة المصابة أو المشتبه بها بأي شكل من الأشكال، فقد يكون اللعاب مصدرًا للعدوى. استخدم قفازات عند التعامل مع أي شيء قد يكون ملوثًا بلعاب القطة.
8. تنظيف وتطهير المناطق الملوثة: إذا كان هناك أي شيء ملوث بلعاب القطة، مثل الملابس أو الأسطح، يجب تنظيفه وتطهيره جيدًا باستخدام المطهرات المناسبة.
9. توعية أفراد المجتمع: قم بتوعية أفراد مجتمعك بأهمية التطعيمات الدورية للحيوانات الأليفة، وكيفية التعرف على أعراض داء الكلب، وكيفية التعامل مع حالات الاشتباه بالإصابة.

الوقاية من داء الكلب في القطط

الوقاية هي أفضل وسيلة لمكافحة داء الكلب. يمكن اتخاذ التدابير التالية لحماية قطتك من الإصابة بالمرض:

• تطعيم القطة: تأكد من تطعيم قطتك بلقاح داء الكلب بشكل دوري، وذلك وفقًا لتوصيات الطبيب البيطري. التطعيم هو أفضل وسيلة لحماية قطتك من الإصابة بالمرض.
• منع الاختلاط بالحيوانات البرية: حاول منع قطتك من الاختلاط بالحيوانات البرية، مثل القطط الضالة، الثعالب، الخفافيش، وغيرها، فقد تكون هذه الحيوانات حاملة لفيروس داء الكلب.
• الإشراف على القطة عند الخروج: إذا كانت قطتك تخرج من المنزل، يجب عليك الإشراف عليها والتأكد من أنها لا تقترب من الحيوانات البرية أو الضالة.
• التحكم في أعداد القطط الضالة: ساهم في برامج التحكم في أعداد القطط الضالة في منطقتك، حيث أن القطط الضالة تعتبر من المصادر الرئيسية لنقل داء الكلب.
• توعية أفراد المجتمع: قم بتوعية أفراد مجتمعك بأهمية التطعيمات الدورية للحيوانات الأليفة، وكيفية التعرف على أعراض داء الكلب، وكيفية التعامل مع حالات الاشتباه بالإصابة.

ختامًا

داء الكلب مرض خطير ومميت، ولكن يمكن الوقاية منه عن طريق التطعيمات الدورية واتخاذ الاحتياطات اللازمة. من الضروري أن تكون على دراية بعلامات وأعراض هذا المرض في القطط، وأن تكون مستعدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة إذا اشتبهت في إصابة قطتك. تذكر أن التدخل الطبي الفوري هو مفتاح إنقاذ حياة قطتك وحماية صحة عائلتك. لا تتردد في التواصل مع الطبيب البيطري أو السلطات الصحية المختصة إذا كان لديك أي استفسارات أو مخاوف بشأن داء الكلب.